د حميد عبد الله
وقع الزلزال الذي لم يكن توقيته مفاجئا لنا، ولا مباغتا، لكن آثاره وارتداداته لم تكن متوقعة بالصورة نفسها التي اسرتنا واذهلتنا واعادتنا الى الخلف قرونا!.
قبيل الحرب التقيت شابا اكمل دراسته الجامعية توا، وكان حزينا فسألته عن سر كآبته فقال: سمعت ان الرئيس الامريكي يتحدث بلغة رخوة عن الحرب.. واردف قائل: ان الحرب ربما لا تقع!.
قلت له: بشرك الله بالخير.. الحمد لله، سيجنبنا الله شرورها!.
أزعجه كلامي وردّ عليّ بعنف قائلا: أخي .. الجميع ينتظرون الحرب كحلم ينقذنا من الكابوس!.
قلت له: تأكد يا أخي ان الحرب وما بعدها هي أسوأ كابوس سنعيشه!.
هز يده غضبا واستخفافا وغادرني!.
وقعت الحرب، وحصل الاحتلال، وتفكك العراق، وسالت دماؤنا انهرا، وضاع المال، وتشردت العيال، وانقلبت اعالي الامور اسافلها، وصرنا شعبا من الشتات، وقتل العراقي اخاه بسلاح الطائفة والحزب والقومية، وتسلل الى ديارنا الغرباء ليمزقونا أي ممزق، وامتدت يد اللصوص الى كل شيء من رأس نبوخذ نصر الى مصحف خطته انامل الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، وصولا الى خزائن البنوك، وانجبت تلك الايام اوراما خبيثة كان اخطرها ورم اسمه (الحواسم)، وآخر اسمه (ذوو الجهالة) الذين تربعوا على الوظائف العامة، وجيروها لهم ولعائلاتهم وعشائرهم واحزابهم، واطلقت رصاصة الرحمة على الدولة العراقية التي كانت ثمرة تلاقح العقول والخبرات الوطنية المخلصة على مدى ثمانين عاما!.
باختصار.. صار العراق كعصف مأكول بعد ان هاجمته موجات من الجراد الاصفر كانت تتربص به، وتنتظر لحظة انهياره!.
وضعنا بين فكّي الفوضى والضياع، ورحنا نتساجل ونتهاتر ويسأل بعضنا بعضا: هل ما حصل كان احتلالا أم تحريرا؟ وراح فريق يصفق لما جرى باعتباره انعتاقا وتحررا، وفريق ينوح على ماض كان يظنه ورديا!.
وسط هذه السجالات نسينا العراق وما حل به.. نسينا ان ما حل بنا هو طاعون، وان الشفاء منه يحتاج الى زمن طويل، ربما ينقرض جيل ويأتي آخر وآثار الوباء تظل تفتك بنا!.
الاغرب ان بعض المصابين بعمى الكراهية ما زالوا يؤكدون ويرددون اننا تحررنا في التاسع من نيسان، بزعم اننا في ذلك تخلصنا من صدام بكل ما زرعه فينا من رعب وخوف ودمار، تحررنا من كابوس لم يكن ثمة طريق للخلاص منه سوى بالحرب المدمرة!.
مازال السجال دائرا وسط هدير المعاول التي تواصل هدم العراق حجرا بعد حجر!.
ليس مهما ان نكون قد تحررنا أو احتللنا، المهم ان نرصد ما جرى بعين ثاقبة وعقل مفتوح وضمير يقظ!.
السلام عليكم..
في مقالك عن تطلعات العراقيين للتخلص من نظام الدكتاتورية والعصابات؛ معظم الناس كانت تترقب الحدث.. وعرجت على الأورام الخبيثة كالحواسم والفساد… أود الإشارة إلى أنها أورام نظام الاجرام والكبت والجهل ومقابل تسلط فئة من نتاج مجتع البعث الهدام وتظهر هذه الظواهر والاورام حتى لو لم يحصل الاحتلال في ٢٠٠٣..اي لأي تغيير اهر لا اريد الاطالة.. ولكن لكي تبقى الموضوعية