انحني اجلالا لارسطو وهو يقول (كن سيد ارادتك وعبد ضميرك) ، واردّد بصوتٍ عالٍ مقولة لامارتين (أية قيمة للفضيلة اذا لم توجد حرية) ,واحيي بصدق ذلك العربي الحر الذي قال( نموت وقوفا ولا نعيش راكعين) ,أما شاعر الهند العظيم طاغور فانه أطلق صيحة مازالت تطربنا مثل سنفونية عذبة حين قال( يارب لاتجعلني اتهم من يخالفني الراي بالخيانة)!
لله درك يابن أبي طالب يا سيد الأحرار وأمير البلغاء، الست انت القائل ( الناس من خوف الذل في الذل)!
ما رأيت شيئا يسوق الناس إلى الحرية مثل الطغيان !
اما انت ياجبران يابن خليل بن جبران فإنك رفضت إلا إن تبقى حرا كما ولدتك امك ، وتاقت روحك رافضة أي انحناء أو ركوع ،رفضت الانتماء لأمة ترضى بالعبودية ، فقلت بوضوح لالبس فيه: إن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لاتستطيع ان تكون حرة بملابسها وعاداتها!
الحرية اقوى من ان تذبح، واكبر من ان تسجن في قفص كما تحبس الحمائم والبلابل !
هنالك من يخططون لاغتيال الحرية مرة بالتكميم وتارة بالترهيب وثالثة بالترغيب, فان لم تجد كل تلك الوسائل يميطون اللثام عن وجوههم، ويظهرون حاسري الرؤوس ،مكشوفي الوجوه اذ ذاك سيكون انتصار الحرية اكثر وضوحا وسطوعا ، اما المراهنون على خنقها فانهم يصغرون امامها حد التضاؤل ويتضاءلون حد التلاشي!
السلام على كل حر أبي وبئس الظلاميين الذين لايعيشون الا في الجحور والظلمات !